سلطنة عمان
جامعة صحار
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
تطور مفهوم المنهج
إعداد :
عبد الله بن عبد الكريم البلوشي
سلطان بن علي الحوسنـــــي
إشراف :
د. جمال الأشقر
n أقسام البحث :
nمقدمة
nالتربية والمنهج.
nمفهوم المنهج لغة واصطلاحا.
nمفهوم المنهج التقليدي.
nالفرق بين المنهاج والمقرر.
nالنقد الموجه للمنهج بالمفهوم التقليدي. (التلميذ ، المعلم ،المادة الدراسية)
n عوامل تطور مفهوم المنهج .
nمفهوم المنهج بمعناه الحديث.
nمقارنة بين المنهج التقليدي والمنهج الحديث.
المقدمة:
تطور مفهوم المنهج الدراسي مثلما تطورت المفاهيم التربوية الأخرى فان تعقد مشاكل الحياة واشتباك مصالح الأفراد والجماعات شمل جميع النواحي وتغلغل في كل منعطف وزاوية فيها وبالطبع أصاب التربية والتعليم نصيب وافر منها فضلاُ عن التغيرات في الأسس والأساليب التربوية لجعلها ملائمة للمطالب الحيوية الجديدة التي تتلاءم مع أساليب الحياة الجديدة.
ومثلما تطورت البحوث والدراسات لمعرفة أهمية إعداد المعلم والمدرس وتوجيهما ليكونا قادرين على الاضطلاع بالمسؤولية المترتبة عليها والقيام بها بأكمل وجه. فإن الاهتمام بالمنهج الدراسي سلط الضوء عليها ولذلك تباينت نظريات المنهج. ونظريات المنهج استندت في أفكارها على أسس ومبادئ انطلقت منها ونجد أن هناك نظريات احتفظت بأفكارها الأساسية وان اختلفت أساليبها ومنذ تأسيسها كفكرة مثل الفلسفة المثالية والواقعية وهناك من النظريات ما اندثر ثم قامت بأسماء مختلفة.
يحتل المنهاج مركزاً حيويا في العملية التربوية لا بل تعتبر لحد ما العهود الفقري للتربية.
والمنهاج هو المرآة التي تعكس واقع المجتمع وفلسفته وثقافته وحاجاته وتطلعاته وهو الصورة التي تنفذ بها سياسة الدول في جميع إبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية.
ويعتبر المجتمع المرجع الأول والأساسي الذي يعتمد أي منهج تربوي لارتباط المناهج التعليمية بالنظم الاجتماعية والسياسية ولانعكاس النظام الاجتماعي السائد في بلد ما على المناهج, ولكون المدرسة مؤسسة اجتماعية لها أكبر الأثر في التغير الاجتماعي , ولكون المنهج المدرسي أداة يتحقق بواسطتها أهداف المدرسة في حركة المحافظة على التراث وحركة التغير الاجتماعي يواجه المجتمع كثيراً من المشكلات سواء على مستوى البناء أو في التنفيذ ولا بد للمنهج من معالجة هذه المشاكل ولكون المدرسة تتعامل مع بشر لكل نفس عواطفها ومشاعرها الخاصة وأن لجو العلاقات الإنسانية داخل المدرسة أثر في حدوث احتكاك بين الطلبة. ولذلك نجد أن مادة المنهاج تحتل منزلة هامة في إعداد المعلم, فهي تمكنه من معرفة مفهوم المنهج وعناصره وكيفية بنائه وخطوات هذا البناء, كما تمكنه من فهم التنظيمات المنهجية المختلفة ومعرفة ما بها من عيوب وثغرات.
التربية والمنهج :
n التعريف اللغوي للتربية : عَرَّف اللُغَويُّون وأصحاب المعاجم لفظة التربية بأنها : ( إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام ) و ( ربُّ الولدِ ربّاً : وليُّه وتَعَهُّدُهُ بما يُغذِّيه ويُنمِّيه ويُؤدِّبه…) .
n قال البيضاوي في تفسيره (( رب العالمين)) من سورة الفاتحة الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية ، والتربية تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا .
من كل ما مر يمكن استخلاص معنى التربية بأنها عملية إيصال الشيء إلى كماله والكمال هنا يتوقف على طبيعة الذي يخضع لعملية التربية لخير الفرد ولخير مجتمعه ولخير الإنسانية. ( توفيق مرعي)
واستجابة لقوله تعالى (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعّلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) آل عمران79
n التعريف الاصطلاحي: هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه.
n John Dewey يرى أنَّ التربية " تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة اجتماعية ، أن ينقلا سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموهما المستمر . فهي باختصار" تنظيم مستمر للخبرة ”
ومن هذه التعريفات نستنتج أن :
التربية عملية تنشئة اجتماعية وظيفتها الرئيسة اكتساب الأفراد ثقافة مجتمعهم يقول " دوركهايم" : (( إن الإنسان الذي تود التربية أن تحققه فينا ما هو الإنسان كما خلقته الطبيعة ، وإنما هو الإنسان كما يريد المجتمع أن يكون ..)) بالتالي لا مجتمع بلا تربية . (رونيه أوبير) .
فالتربية هي إدخال تدريجي للفرد في المجتمع ولذلك فالأسرة لها دور والمدرسة الوكيلة الثانية عادة بعد الأسرة ولما في المدرسة من أثر في تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وقوميا فهي تعتبر الحاضنة الأخرى للطفل ، ولها التأثير الكبير والمباشر في تكوين شخصيّته ، وصياغة فكره ، وبلورة معالم سلوكه وهناك أربع عناصر أساسية في التأثير على شخصية الطفل وسلوكه المعلم ، المحيط الطلابي ، النظام المدرسي ، المنهج الدراسي وسنتناول هذا الأخير
n فالمنهج الدراسيّ هو المسؤول عن غرس القيم الجليلة والأخلاق النبيلة في ذهن الطفل وفي نفسيّته ، وهو الذي ينبغي أن يعوّد الطفل على الحياة الاجتماعيّة السليمة ، والسلوك السامي ، كالصدق والصبر والحبّ والتعاون والشجاعة والنظافة والأناقة ، وطاعة الوالدين والمعلّم ، وإلخ .
n وكذلك المسؤول عن تصحيح أخطاء البيئة الاجتماعيّة وانحرافاتها ، كالعادات السيّئة والخرافات والتقاليد البالية .
n ويشمل تدريس الطفل مبادئ العلوم والمعارف النافعة له ولمجتمعه ، سواء كانت الطبيعيّة منها أو الاجتماعيّة أو العلميّة أو الرياضيّة أو الأدبيّة أو اللغويّة أو الفنيّة وغيرها التي تؤهلّه لأن يتعلّم في المستقبل علوماً ومعارف أعقد مضموماً وأرقى مستوى .
n ويتمثل في تشجيع الطفل ، وتنمية مواهبه ، وتوسيع مداركه ، وصقل ملكاته الأدبيّة والعلميّة والفنيّة والجسميّة والعقليّة ، كالخطابة وكتابة النشرات المدرسيّة والرسم والنحت والتطريز والخياطة ، وسائر الأعمال الفنيّة الأخرى ، أو الرياضة والألعاب الكشفيّة والمشاركة في إقامة المخيّمات الطلابيّة والرحلات المدرسيّة ، بل ومختلف النشاطات الأخرى ، لدفعه إلى الابتكار والاختراع والاكتشاف والإبداع .
فإذا وضع المنهج الدراسي بهذه الطريقة الناجحة ، فإنه يستطيع أن يستوعب أهداف التربية الصالحة ، وأن يحقق أغراضها المنشودة في تنشئة الجيل الصالح المفيد
التربية استثمار بشري مرتكز على المناهج :
تعتبر العملية التربوية أرقى أنواع الاستثمار لأنها استثمار في البشر الذين يشكلون سر تقدم أو تقهقر المجتمعات البشرية بالتالي تجني الأمم الأرباح من وراء ذلك.
فالتلاميذ يشكلون غالب السيولة قياسا على التجارة (انظر الشكل) فهم مدخلات التربية والعمليات عبارة عن المناهج التعليمية وبقدر جودة هذه المناهج وبنائها وتنفيذها تكون الجودة في مخرجات التربية ( الخريجين).
المدخلات
عمليات
الأموال
المشروع الاستثماري
المناهج التعليمية
مخرجات
التلاميذ
الخريجون
الأرباح
رسم تخطيطي للمقارنة بين الاستثمار البشري والاستثمار الاقتصادي في التجارة
أما المنهج من وجهة بوشامب :
مفهوم المنهج التقليدي ونقده :
مفهوم المنهاج :
يرجع الاهتمام بمشكلات المنهج للعام (1890) ويعد (بوبيت) أول من ألف كتابا في المنهج (1918) وقد عرف المنهج بأنه ( سلسلة من الخبرات التعليمية يتعين على الأطفال والشباب أن يحصلوا عليها عن طريق تحقيق الأهداف. في حين أشار (مولنروزاهورك) إلى نشوء علم المناهج جاء نتيجة التغير السريع الذي ساد النصف الأول من القرن العشرين.
تعريف المنهاج لغة :
قال تعالى (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ))[ المائدة48] جاء في لسان العرب لابن منظور أن منهاجاً تعني طريقاً واضحاً وكذلك في المعجم الوسيط وكتاب العين.
والمنهاج باللغة الإنجليزية Curriculum مشتقة من أصل لاتيني وتعني ” مضمار سباق الخيل ”
وهناك كلمة أخرى تستخدم أحيانا بمعنى المنهاج وهي (syllabus) وتعني المقرر والذي يشير إلى
( معلومات عن كمية المعرفة ) (مرعي وآخرون)
الفرق بين المنهاج والمقرر :
n من خلال ما سبق نجد تعبيرين للمنهاج هما منهاج ومقرر ولقد ساد الخلط بينها مدة طويلة عندما اعتقد الكثيرون أن الكلمتين مترادفتان.
ولقد كان المعلمون في الماضي ولا يزال قسم كبير منهم حتى الآن يفهمون المنهاج على أنه الكتاب المقرر.
فالمنهاج تعني المعرفة كمًا المسمى بالمحتوى وكذلك الأنشطة التعليمية التي ستوصل المعرفة للمتعلم ويتضمن كذلك التقويم والأهداف المستفادة من تعلم المحتوى إضافة إلى المعلم والمتعلم والظروف المحيطة.
الخلاصة :
مفهوم المنهاج واسع جدًا حتى أنه يشمل كل ما تحويه التربية بعكس المقرر المشتمل على عنصر واحد من عناصر المنهاج وهو كمية المعرفة . ( مرعي وآخرون)
تعريفات المنهاج التقليدي :
من التعريفات للمنهاج التقليدي ما يلي :
¨ كل المفردات التي تقدمها المدرسة لطلابها .
¨ تنظيم معين لمفردات دراسية مثل منهاج الإعداد للجامعة ومناهج الإعداد للحياة.
¨ كل المفردات التي تقدم في مجال دراسي واحد مثل منهاج اللغة العربية ومنهاج العلوم ومنهاج العلوم.
¨ ما يختاره التلميذ من المقررات.
¨ المادة الدراسية التي تتناول أكبر قدر من المعرفة والمعلومات والحقائق .
¨ عملية نقل المعلم للمعلومات التي يحتويها المنهاج ملخصا، لغرض إعدادهم للامتحانات ، وليحكم على المعلم بالتالي على مدى نجاحه في التعليم.
¨ ما يتعلمه التلميذ ويدرسه المعلمون .
¨ ما تقرره المدرسة، وتراه ضروريا للطالب بغض النظر عن احتياجاته وقدراته وميوله بعيدا عن الوسط الاجتماعي والحياة التي تنتظره ، وعلى الطالب أن يحفظ المقررات بشتى الوسائل المتاحة للمتعلم.
الخلاصة :
المنهج بمفهومه التقليدي : عبارة عن مجموعة من المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها.
النقد الموجه للمنهاج بالمفهوم التقليدي
nأولا بالنسبة للتلميذ :
* إهمال النمو الشامل للتلميذ : لم يهتم المنهج التقليدي بالنمو الشامل للتلميذ أي بنموه في كافة الجوانب وإنما اهتم فقط بالجانب المعرفي المتمثل في المعلومات وأهمل بقية الجوانب الأخرى مثل الجانب العقلي والجانب الجسمي والجانب الديني والجانب الاجتماعي والجانب النفسي والجانب الفني.
* إهمال حاجات وميول ومشكلات التلاميذ: لقد أدى اهتمام كل معلم بمادته الدراسية إلى عدم الاهتمام بحاجات التلاميذ ومشكلات وميولهم, فهذا الإهمال له آثار سيئة إذ أنه قد يؤدي إلى الانحراف والفشل الدراسي, كما انه قد يؤدي إلى عدم إقبالهم على الدراسة وتعثرهم فيها.
* عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ: المنهج يركز على معلومات عامة يكتسبها جميع التلاميذ والكتب الدراسية تخاطبهم جميعا بأسلوب واحد, والمفروض أن يهتم المنهج بالفروق الفردية بين التلاميذ وأن يؤخذ هذا المبدأ في الاعتبار عند تأليف الكتب الدراسية وعند القيام بعملية التدريس وعند استعمال الوسائل التعليمية وعند ممارسة الأنشطة
*تعويد التلاميذ على السلبية وعدم الاعتماد على النفس: المدرس يشرح المعلومات ويبسطها ويربط فيما بينها والتلميذ عليه فقط أن يستمع ويستوعب ما يقوله المدرس ويتضمنه الكتاب, ومن هنا نشأ التلميذ معتمد في كل شيء على الكتاب والمدرس ومن هنا بدأت السلبية وعدم الاعتماد على النفس.
* إهمال تكوين العادات والاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ:
يوجد مجموعة من الاتجاهات التي يجب على المدرسة أن تعمل على إكسابها للتلاميذ مثل الاتجاه نحو الدقة, نحو النظافة, نحو النظام, نحو الأمانة, نحو احترام الآخرين, نحو القراءة والإطلاع, نحو حب الوطن, نحو احترام القوانين. واكتساب التلميذ لهذه العادات أمر ضروري وهام وعدم اكتساب العادة المطلوبة في الوقت المناسب يؤثر على سلوك التلميذ تأثيراً خطيراً فيما بعد. فإذا لم يكتسب التلميذ عادة النظافة من صغره فمن الصعب أن يكتسبها فبما بعد. ومثل هذه الاتجاهات هامة بالنسبة للفرد والمجتمع وتقصير المنهج في أداء هذه الرسالة يجعله عاجزا عن تحقيق الأهداف التربوية المنشودة بطريقة فعالة .
* إهمال توجيه السلوك:
اعتقد واضعو المنهاج أن المعلومات التي يكتسبها التلاميذ تؤدي إلى تعديل سلوكهم ,فالمعرفة وحدها ليست كافية لتوجيه السلوك الإنساني نحو ما يجب أن يفعله الفرد , بل لا بد من إتاحة الفرصة للممارسة والتدريب على السلوك المرغوب فيه بالترغيب والتكرار والتشجيع والتحذير.(مرجع 5
nيقلل المنهج بمفهومه التقليدي من شأن المعلم ولا يتيح له الفرصة للقيام بالدور الذي يجب أن يقوم به إذ يتطلب منه أن يقوم بنقل المعلومات من الكتاب إلى ذهن التلميذ , ولكي تتم هذه العملية فهو مطالب بشرح هذه المعلومات وتفسيرها وتبسيطها ثم في آخر الأمر قياس ما تمكن التلاميذ من استيعابهم منها.
أما الدور الحقيقي للمعلم فهو أكثر انطلاقاً مما رأينا فهو إلى جانب توصيل المعلومات إلى ذهن التلاميذ عليه أن يعلمهم كيف يعلمون أنفسهم تحت إشرافه وتوجيهه. وبذلك يعمل على تحقيق مفهوم التعلم الذاتي والتعلم المستمر. وعليه أيضاً أن يقوم بتوجيه التلاميذ ومساعدتهم على حل مشكلاتهم ومتابعتهم أثناء القيام بالأنشطة وإتاحة الفرصة لهم للتخطيط لها وتنفيذها وتقويمها حتى يشعبوا ميولهم ويكتسبوا المهارات الأزمة ويصبحوا قادرين على التخطيط والتعاون والعمل الجماعي والتفكير العلمي (مرعي
.
ثانيا بالنسبة للمعلم :
ثالثا بالنسبة للمادة الدراسية :
* تضخم المقررات الدراسية:
نتيجة للزيادة المستمرة في المعرفة بشتى جوانبها فقد اهتم مؤلفو المواد الدراسية إلى إدخال الإضافات المستمرة التي يميلون اليها حتى تضخمت وأصبحت تمثل عبئا ثقيلا على المعلم دون اعتبارهم لوجهة نظر المعلمين الذين يقومون يتدريس هذه المواد والطلبة فاهتم الأول بالشرح والتلخيص واهتم الثاني بالحفظ والترديد , وضاعت الأهداف التربوية المنشودة في زحام المعلومات المتزايدة ودوامة الإضافات المستمرة.
* إهمال الجانب العملي:
يركز المنهج التقليدي على المعلومات وقد أدى هذا الوضع إلى إهمال الدراسات العملية بالرغم من أهميتها التربوية البالغة في إشباع الميول واكتساب المهارات. كما أنها تغرس في نفوس التلاميذ حب العمل واحترامه وتقديره كما أنها تنمي لديهم القدرة على التفكير العلمي , حيث أنها تتطلب القيام بعمل أو تجربة ورصد النتائج وتحليلها وربطها واستخلاص القانون العام منها بالإضافة إلى أنها تهيئ الجو المناسب لتنمية روح الخلق والابتكار ( مرجع 5
n وهكذا نجد أن العوامل السابقة قد أدت إلى ظهور أفكار جديدة كونت النواة التي بني عليها المنهج بمفهومه الحديث.
الأنشطة التقويمية:
nما معنى كلمة منهاج في اللغة والاصطلاح ؟
nعرف المنهاج التقليدي بلغتك الخاصة؟
nاذكر مهام المدرسة التقليدية؟
nما الفرق بين المنهج والمقرر؟
nاذكر موقف المنهاج التقليدي في كل من : المادة الدراسية ، المعلم ، المتعلم ؟
n ما نتائج التركيز على حفظ المادة الدراسية ؟
nما موقف المنهاج التقليدي من الفروق بين الطلبة؟
nما موقف المنهاج من كل من : ميول الطلبة وقدراتهم واستعداداتهم ، المقررات الدراسية؟
nاذكر العوامل التي ساعدت على تطور مفهوم المنهاج؟
المراجع :
1- جودت أحمد سعادة ،عبدا لله محمد إبراهيم ،1991 ،المنهج المدرسي الفعال ،الطبعة الأولى ، الأردن : دار عمار.
2- محمد زياد حمدان ، المنهج أصوله وأنواعه ومكوناته، الرياض : دار الرياض للتوزيع.
3- رونيه أوبير ، ترجمة عبدا لله عبد الدائم ،التربية العامة ، بيروت : دار العلم للملايين.
4- توفيق مرعي ، محمد الخوالدة ،1985 . مدخل في التربية (الكليات المتوسطة لإعداد المعلمين) ، الطبعة الأولى
5- علياء العسالي ، موقع تربية نت . 12/04/2005
6- خليفة السويدي،خليل الخليلي،المنهاج مفهومه وتصميمه وتنفيذه وصيانته ، دبي : دار القلم لنشر والتوزيع، 1997م.
7- توفيق مرعي، محمود الحيلة ، المناهج التربوية الحديثة، مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها ، الطبعة الأولى، عمان : دار المسيرة.
8- يونس فتحي وآخرون ، المناهج الأسس والمكونات والتنظيمات والتطوير ، عمان الأردن : دار الفكر، 2004م.
9- ابن منظور، لسان العرب، ج 5 ،بيروت : دار إحياء التراث العربي.
10- مجدا لدين الفيروز آبادي،القاموس المحيط،بيروت: دار إحياء التراث العربي.
آمل الإستفادة منه
جامعة صحار
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
تطور مفهوم المنهج
إعداد :
عبد الله بن عبد الكريم البلوشي
سلطان بن علي الحوسنـــــي
إشراف :
د. جمال الأشقر
n أقسام البحث :
nمقدمة
nالتربية والمنهج.
nمفهوم المنهج لغة واصطلاحا.
nمفهوم المنهج التقليدي.
nالفرق بين المنهاج والمقرر.
nالنقد الموجه للمنهج بالمفهوم التقليدي. (التلميذ ، المعلم ،المادة الدراسية)
n عوامل تطور مفهوم المنهج .
nمفهوم المنهج بمعناه الحديث.
nمقارنة بين المنهج التقليدي والمنهج الحديث.
المقدمة:
تطور مفهوم المنهج الدراسي مثلما تطورت المفاهيم التربوية الأخرى فان تعقد مشاكل الحياة واشتباك مصالح الأفراد والجماعات شمل جميع النواحي وتغلغل في كل منعطف وزاوية فيها وبالطبع أصاب التربية والتعليم نصيب وافر منها فضلاُ عن التغيرات في الأسس والأساليب التربوية لجعلها ملائمة للمطالب الحيوية الجديدة التي تتلاءم مع أساليب الحياة الجديدة.
ومثلما تطورت البحوث والدراسات لمعرفة أهمية إعداد المعلم والمدرس وتوجيهما ليكونا قادرين على الاضطلاع بالمسؤولية المترتبة عليها والقيام بها بأكمل وجه. فإن الاهتمام بالمنهج الدراسي سلط الضوء عليها ولذلك تباينت نظريات المنهج. ونظريات المنهج استندت في أفكارها على أسس ومبادئ انطلقت منها ونجد أن هناك نظريات احتفظت بأفكارها الأساسية وان اختلفت أساليبها ومنذ تأسيسها كفكرة مثل الفلسفة المثالية والواقعية وهناك من النظريات ما اندثر ثم قامت بأسماء مختلفة.
يحتل المنهاج مركزاً حيويا في العملية التربوية لا بل تعتبر لحد ما العهود الفقري للتربية.
والمنهاج هو المرآة التي تعكس واقع المجتمع وفلسفته وثقافته وحاجاته وتطلعاته وهو الصورة التي تنفذ بها سياسة الدول في جميع إبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية.
ويعتبر المجتمع المرجع الأول والأساسي الذي يعتمد أي منهج تربوي لارتباط المناهج التعليمية بالنظم الاجتماعية والسياسية ولانعكاس النظام الاجتماعي السائد في بلد ما على المناهج, ولكون المدرسة مؤسسة اجتماعية لها أكبر الأثر في التغير الاجتماعي , ولكون المنهج المدرسي أداة يتحقق بواسطتها أهداف المدرسة في حركة المحافظة على التراث وحركة التغير الاجتماعي يواجه المجتمع كثيراً من المشكلات سواء على مستوى البناء أو في التنفيذ ولا بد للمنهج من معالجة هذه المشاكل ولكون المدرسة تتعامل مع بشر لكل نفس عواطفها ومشاعرها الخاصة وأن لجو العلاقات الإنسانية داخل المدرسة أثر في حدوث احتكاك بين الطلبة. ولذلك نجد أن مادة المنهاج تحتل منزلة هامة في إعداد المعلم, فهي تمكنه من معرفة مفهوم المنهج وعناصره وكيفية بنائه وخطوات هذا البناء, كما تمكنه من فهم التنظيمات المنهجية المختلفة ومعرفة ما بها من عيوب وثغرات.
التربية والمنهج :
n التعريف اللغوي للتربية : عَرَّف اللُغَويُّون وأصحاب المعاجم لفظة التربية بأنها : ( إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام ) و ( ربُّ الولدِ ربّاً : وليُّه وتَعَهُّدُهُ بما يُغذِّيه ويُنمِّيه ويُؤدِّبه…) .
n قال البيضاوي في تفسيره (( رب العالمين)) من سورة الفاتحة الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية ، والتربية تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا .
من كل ما مر يمكن استخلاص معنى التربية بأنها عملية إيصال الشيء إلى كماله والكمال هنا يتوقف على طبيعة الذي يخضع لعملية التربية لخير الفرد ولخير مجتمعه ولخير الإنسانية. ( توفيق مرعي)
واستجابة لقوله تعالى (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعّلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) آل عمران79
n التعريف الاصطلاحي: هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه.
n John Dewey يرى أنَّ التربية " تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة اجتماعية ، أن ينقلا سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموهما المستمر . فهي باختصار" تنظيم مستمر للخبرة ”
ومن هذه التعريفات نستنتج أن :
التربية عملية تنشئة اجتماعية وظيفتها الرئيسة اكتساب الأفراد ثقافة مجتمعهم يقول " دوركهايم" : (( إن الإنسان الذي تود التربية أن تحققه فينا ما هو الإنسان كما خلقته الطبيعة ، وإنما هو الإنسان كما يريد المجتمع أن يكون ..)) بالتالي لا مجتمع بلا تربية . (رونيه أوبير) .
فالتربية هي إدخال تدريجي للفرد في المجتمع ولذلك فالأسرة لها دور والمدرسة الوكيلة الثانية عادة بعد الأسرة ولما في المدرسة من أثر في تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وقوميا فهي تعتبر الحاضنة الأخرى للطفل ، ولها التأثير الكبير والمباشر في تكوين شخصيّته ، وصياغة فكره ، وبلورة معالم سلوكه وهناك أربع عناصر أساسية في التأثير على شخصية الطفل وسلوكه المعلم ، المحيط الطلابي ، النظام المدرسي ، المنهج الدراسي وسنتناول هذا الأخير
n فالمنهج الدراسيّ هو المسؤول عن غرس القيم الجليلة والأخلاق النبيلة في ذهن الطفل وفي نفسيّته ، وهو الذي ينبغي أن يعوّد الطفل على الحياة الاجتماعيّة السليمة ، والسلوك السامي ، كالصدق والصبر والحبّ والتعاون والشجاعة والنظافة والأناقة ، وطاعة الوالدين والمعلّم ، وإلخ .
n وكذلك المسؤول عن تصحيح أخطاء البيئة الاجتماعيّة وانحرافاتها ، كالعادات السيّئة والخرافات والتقاليد البالية .
n ويشمل تدريس الطفل مبادئ العلوم والمعارف النافعة له ولمجتمعه ، سواء كانت الطبيعيّة منها أو الاجتماعيّة أو العلميّة أو الرياضيّة أو الأدبيّة أو اللغويّة أو الفنيّة وغيرها التي تؤهلّه لأن يتعلّم في المستقبل علوماً ومعارف أعقد مضموماً وأرقى مستوى .
n ويتمثل في تشجيع الطفل ، وتنمية مواهبه ، وتوسيع مداركه ، وصقل ملكاته الأدبيّة والعلميّة والفنيّة والجسميّة والعقليّة ، كالخطابة وكتابة النشرات المدرسيّة والرسم والنحت والتطريز والخياطة ، وسائر الأعمال الفنيّة الأخرى ، أو الرياضة والألعاب الكشفيّة والمشاركة في إقامة المخيّمات الطلابيّة والرحلات المدرسيّة ، بل ومختلف النشاطات الأخرى ، لدفعه إلى الابتكار والاختراع والاكتشاف والإبداع .
فإذا وضع المنهج الدراسي بهذه الطريقة الناجحة ، فإنه يستطيع أن يستوعب أهداف التربية الصالحة ، وأن يحقق أغراضها المنشودة في تنشئة الجيل الصالح المفيد
التربية استثمار بشري مرتكز على المناهج :
تعتبر العملية التربوية أرقى أنواع الاستثمار لأنها استثمار في البشر الذين يشكلون سر تقدم أو تقهقر المجتمعات البشرية بالتالي تجني الأمم الأرباح من وراء ذلك.
فالتلاميذ يشكلون غالب السيولة قياسا على التجارة (انظر الشكل) فهم مدخلات التربية والعمليات عبارة عن المناهج التعليمية وبقدر جودة هذه المناهج وبنائها وتنفيذها تكون الجودة في مخرجات التربية ( الخريجين).
المدخلات
عمليات
الأموال
المشروع الاستثماري
المناهج التعليمية
مخرجات
التلاميذ
الخريجون
الأرباح
رسم تخطيطي للمقارنة بين الاستثمار البشري والاستثمار الاقتصادي في التجارة
أما المنهج من وجهة بوشامب :
مفهوم المنهج التقليدي ونقده :
مفهوم المنهاج :
يرجع الاهتمام بمشكلات المنهج للعام (1890) ويعد (بوبيت) أول من ألف كتابا في المنهج (1918) وقد عرف المنهج بأنه ( سلسلة من الخبرات التعليمية يتعين على الأطفال والشباب أن يحصلوا عليها عن طريق تحقيق الأهداف. في حين أشار (مولنروزاهورك) إلى نشوء علم المناهج جاء نتيجة التغير السريع الذي ساد النصف الأول من القرن العشرين.
تعريف المنهاج لغة :
قال تعالى (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ))[ المائدة48] جاء في لسان العرب لابن منظور أن منهاجاً تعني طريقاً واضحاً وكذلك في المعجم الوسيط وكتاب العين.
والمنهاج باللغة الإنجليزية Curriculum مشتقة من أصل لاتيني وتعني ” مضمار سباق الخيل ”
وهناك كلمة أخرى تستخدم أحيانا بمعنى المنهاج وهي (syllabus) وتعني المقرر والذي يشير إلى
( معلومات عن كمية المعرفة ) (مرعي وآخرون)
الفرق بين المنهاج والمقرر :
n من خلال ما سبق نجد تعبيرين للمنهاج هما منهاج ومقرر ولقد ساد الخلط بينها مدة طويلة عندما اعتقد الكثيرون أن الكلمتين مترادفتان.
ولقد كان المعلمون في الماضي ولا يزال قسم كبير منهم حتى الآن يفهمون المنهاج على أنه الكتاب المقرر.
فالمنهاج تعني المعرفة كمًا المسمى بالمحتوى وكذلك الأنشطة التعليمية التي ستوصل المعرفة للمتعلم ويتضمن كذلك التقويم والأهداف المستفادة من تعلم المحتوى إضافة إلى المعلم والمتعلم والظروف المحيطة.
الخلاصة :
مفهوم المنهاج واسع جدًا حتى أنه يشمل كل ما تحويه التربية بعكس المقرر المشتمل على عنصر واحد من عناصر المنهاج وهو كمية المعرفة . ( مرعي وآخرون)
تعريفات المنهاج التقليدي :
من التعريفات للمنهاج التقليدي ما يلي :
¨ كل المفردات التي تقدمها المدرسة لطلابها .
¨ تنظيم معين لمفردات دراسية مثل منهاج الإعداد للجامعة ومناهج الإعداد للحياة.
¨ كل المفردات التي تقدم في مجال دراسي واحد مثل منهاج اللغة العربية ومنهاج العلوم ومنهاج العلوم.
¨ ما يختاره التلميذ من المقررات.
¨ المادة الدراسية التي تتناول أكبر قدر من المعرفة والمعلومات والحقائق .
¨ عملية نقل المعلم للمعلومات التي يحتويها المنهاج ملخصا، لغرض إعدادهم للامتحانات ، وليحكم على المعلم بالتالي على مدى نجاحه في التعليم.
¨ ما يتعلمه التلميذ ويدرسه المعلمون .
¨ ما تقرره المدرسة، وتراه ضروريا للطالب بغض النظر عن احتياجاته وقدراته وميوله بعيدا عن الوسط الاجتماعي والحياة التي تنتظره ، وعلى الطالب أن يحفظ المقررات بشتى الوسائل المتاحة للمتعلم.
الخلاصة :
المنهج بمفهومه التقليدي : عبارة عن مجموعة من المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها.
النقد الموجه للمنهاج بالمفهوم التقليدي
nأولا بالنسبة للتلميذ :
* إهمال النمو الشامل للتلميذ : لم يهتم المنهج التقليدي بالنمو الشامل للتلميذ أي بنموه في كافة الجوانب وإنما اهتم فقط بالجانب المعرفي المتمثل في المعلومات وأهمل بقية الجوانب الأخرى مثل الجانب العقلي والجانب الجسمي والجانب الديني والجانب الاجتماعي والجانب النفسي والجانب الفني.
* إهمال حاجات وميول ومشكلات التلاميذ: لقد أدى اهتمام كل معلم بمادته الدراسية إلى عدم الاهتمام بحاجات التلاميذ ومشكلات وميولهم, فهذا الإهمال له آثار سيئة إذ أنه قد يؤدي إلى الانحراف والفشل الدراسي, كما انه قد يؤدي إلى عدم إقبالهم على الدراسة وتعثرهم فيها.
* عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ: المنهج يركز على معلومات عامة يكتسبها جميع التلاميذ والكتب الدراسية تخاطبهم جميعا بأسلوب واحد, والمفروض أن يهتم المنهج بالفروق الفردية بين التلاميذ وأن يؤخذ هذا المبدأ في الاعتبار عند تأليف الكتب الدراسية وعند القيام بعملية التدريس وعند استعمال الوسائل التعليمية وعند ممارسة الأنشطة
*تعويد التلاميذ على السلبية وعدم الاعتماد على النفس: المدرس يشرح المعلومات ويبسطها ويربط فيما بينها والتلميذ عليه فقط أن يستمع ويستوعب ما يقوله المدرس ويتضمنه الكتاب, ومن هنا نشأ التلميذ معتمد في كل شيء على الكتاب والمدرس ومن هنا بدأت السلبية وعدم الاعتماد على النفس.
* إهمال تكوين العادات والاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ:
يوجد مجموعة من الاتجاهات التي يجب على المدرسة أن تعمل على إكسابها للتلاميذ مثل الاتجاه نحو الدقة, نحو النظافة, نحو النظام, نحو الأمانة, نحو احترام الآخرين, نحو القراءة والإطلاع, نحو حب الوطن, نحو احترام القوانين. واكتساب التلميذ لهذه العادات أمر ضروري وهام وعدم اكتساب العادة المطلوبة في الوقت المناسب يؤثر على سلوك التلميذ تأثيراً خطيراً فيما بعد. فإذا لم يكتسب التلميذ عادة النظافة من صغره فمن الصعب أن يكتسبها فبما بعد. ومثل هذه الاتجاهات هامة بالنسبة للفرد والمجتمع وتقصير المنهج في أداء هذه الرسالة يجعله عاجزا عن تحقيق الأهداف التربوية المنشودة بطريقة فعالة .
* إهمال توجيه السلوك:
اعتقد واضعو المنهاج أن المعلومات التي يكتسبها التلاميذ تؤدي إلى تعديل سلوكهم ,فالمعرفة وحدها ليست كافية لتوجيه السلوك الإنساني نحو ما يجب أن يفعله الفرد , بل لا بد من إتاحة الفرصة للممارسة والتدريب على السلوك المرغوب فيه بالترغيب والتكرار والتشجيع والتحذير.(مرجع 5
nيقلل المنهج بمفهومه التقليدي من شأن المعلم ولا يتيح له الفرصة للقيام بالدور الذي يجب أن يقوم به إذ يتطلب منه أن يقوم بنقل المعلومات من الكتاب إلى ذهن التلميذ , ولكي تتم هذه العملية فهو مطالب بشرح هذه المعلومات وتفسيرها وتبسيطها ثم في آخر الأمر قياس ما تمكن التلاميذ من استيعابهم منها.
أما الدور الحقيقي للمعلم فهو أكثر انطلاقاً مما رأينا فهو إلى جانب توصيل المعلومات إلى ذهن التلاميذ عليه أن يعلمهم كيف يعلمون أنفسهم تحت إشرافه وتوجيهه. وبذلك يعمل على تحقيق مفهوم التعلم الذاتي والتعلم المستمر. وعليه أيضاً أن يقوم بتوجيه التلاميذ ومساعدتهم على حل مشكلاتهم ومتابعتهم أثناء القيام بالأنشطة وإتاحة الفرصة لهم للتخطيط لها وتنفيذها وتقويمها حتى يشعبوا ميولهم ويكتسبوا المهارات الأزمة ويصبحوا قادرين على التخطيط والتعاون والعمل الجماعي والتفكير العلمي (مرعي
.
ثانيا بالنسبة للمعلم :
ثالثا بالنسبة للمادة الدراسية :
* تضخم المقررات الدراسية:
نتيجة للزيادة المستمرة في المعرفة بشتى جوانبها فقد اهتم مؤلفو المواد الدراسية إلى إدخال الإضافات المستمرة التي يميلون اليها حتى تضخمت وأصبحت تمثل عبئا ثقيلا على المعلم دون اعتبارهم لوجهة نظر المعلمين الذين يقومون يتدريس هذه المواد والطلبة فاهتم الأول بالشرح والتلخيص واهتم الثاني بالحفظ والترديد , وضاعت الأهداف التربوية المنشودة في زحام المعلومات المتزايدة ودوامة الإضافات المستمرة.
* إهمال الجانب العملي:
يركز المنهج التقليدي على المعلومات وقد أدى هذا الوضع إلى إهمال الدراسات العملية بالرغم من أهميتها التربوية البالغة في إشباع الميول واكتساب المهارات. كما أنها تغرس في نفوس التلاميذ حب العمل واحترامه وتقديره كما أنها تنمي لديهم القدرة على التفكير العلمي , حيث أنها تتطلب القيام بعمل أو تجربة ورصد النتائج وتحليلها وربطها واستخلاص القانون العام منها بالإضافة إلى أنها تهيئ الجو المناسب لتنمية روح الخلق والابتكار ( مرجع 5
n وهكذا نجد أن العوامل السابقة قد أدت إلى ظهور أفكار جديدة كونت النواة التي بني عليها المنهج بمفهومه الحديث.
الأنشطة التقويمية:
nما معنى كلمة منهاج في اللغة والاصطلاح ؟
nعرف المنهاج التقليدي بلغتك الخاصة؟
nاذكر مهام المدرسة التقليدية؟
nما الفرق بين المنهج والمقرر؟
nاذكر موقف المنهاج التقليدي في كل من : المادة الدراسية ، المعلم ، المتعلم ؟
n ما نتائج التركيز على حفظ المادة الدراسية ؟
nما موقف المنهاج التقليدي من الفروق بين الطلبة؟
nما موقف المنهاج من كل من : ميول الطلبة وقدراتهم واستعداداتهم ، المقررات الدراسية؟
nاذكر العوامل التي ساعدت على تطور مفهوم المنهاج؟
المراجع :
1- جودت أحمد سعادة ،عبدا لله محمد إبراهيم ،1991 ،المنهج المدرسي الفعال ،الطبعة الأولى ، الأردن : دار عمار.
2- محمد زياد حمدان ، المنهج أصوله وأنواعه ومكوناته، الرياض : دار الرياض للتوزيع.
3- رونيه أوبير ، ترجمة عبدا لله عبد الدائم ،التربية العامة ، بيروت : دار العلم للملايين.
4- توفيق مرعي ، محمد الخوالدة ،1985 . مدخل في التربية (الكليات المتوسطة لإعداد المعلمين) ، الطبعة الأولى
5- علياء العسالي ، موقع تربية نت . 12/04/2005
6- خليفة السويدي،خليل الخليلي،المنهاج مفهومه وتصميمه وتنفيذه وصيانته ، دبي : دار القلم لنشر والتوزيع، 1997م.
7- توفيق مرعي، محمود الحيلة ، المناهج التربوية الحديثة، مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها ، الطبعة الأولى، عمان : دار المسيرة.
8- يونس فتحي وآخرون ، المناهج الأسس والمكونات والتنظيمات والتطوير ، عمان الأردن : دار الفكر، 2004م.
9- ابن منظور، لسان العرب، ج 5 ،بيروت : دار إحياء التراث العربي.
10- مجدا لدين الفيروز آبادي،القاموس المحيط،بيروت: دار إحياء التراث العربي.
آمل الإستفادة منه

ورقة تربوية جيدة شكرا جزيلا
ردحذفأشكرك على البحث الممتاز وأنتظر جديدك في مدونتك الخاصه
ردحذفاشكرك على تذكيرك لنا مساق تخطيط المناهج مفيدة جدا الورقة يالله شد حيلك وناقشنا شو رايك في المدونة ومساق الحاسوب التعليمي المتقدم ومدى الاستفادتك من المساق
ردحذفشكرا على مرروركم الكريم
ردحذفشكرا أستاذ سلطان على طرحك لهذه الورقةالتربوية للوقوف على مراحل تطور مفهوم المنهج والاستفادة منها
ردحذفشكرا جزيلا على الجهود الصادقة في تكوين حلقات الوصل بيننا وخصوصا فيما يتعلق بطرح مواضيع تشكل همزة وصل مشتركة فيما بيننا..
ردحذفجزيت خيرا والى الأمام دائما
نشكر لكم جهودكم في عرض مثل هذه المواضيع التي تخدم الميدان التربوي
ردحذف